ولمن خاف مقام ربه جنتان
قوله تعالى ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” لما ذكر أحوال أهل النار ذكر ما اعد للأبرار والمعني خاف مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية.
تفسير ابن كثير لقول الله تعالي ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ “
تختلف كل آية من آيات القران الكريم في التفسير فكل آية لها دلالة ومعاني مختلفة فيقدم لكم موقع مختلفون تفسير الآية الكريمة ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” كالآتي:
لابد ان يخاف العباد من غضب الله تعالي ويتقيه في كل تصرفاته وافعاله ويؤدي جميع فرائضه وان يتجنب فعل الفواحش والمعاصي والذنوب وكبائرها قال أهل العلم والتفسير وإن اختلفت اساليبهم والفاظهم في البيان عن تأويل، غير أن معنى جميعهم يقول إلى هذا.
قال ابن شوذب وعطاء الخراساني، نزلت هذه الآية ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” في ابي بكر الصديق.
قال ابن ابي حاتم أبي، حدثنا محمد بن مصطفي، حدثنا بقية، عن ابي بكر بن ابي مريم، عن عطية بن قيس في قوله ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” نزلت في الذي قال.. احرقوني بالنار، لعلي اضل الله، قال تاب يوما وليلة بعد ان تكلم بهذا فقبل الله منه وادخله الجنة.
الصحيح ان هذه الآية عامة كما قاله ابن عباس وغيره، يقول تعالي ” ولمن خاف مقامه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ” ونهي النفس عن الهوى ” ولم يطغ ولا آثر الدنيا وعلم ان الآخرة خير وأبقي فأدي فرائض الله واجتنب محارمه فله يوم القيامة عند ربه جنتان كما قال البخاري، رحمه الله.
حدثنا عبد الله بن ابي الأسود حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي حدثنا أبو عمران الجوني عن ابي بكر بن عبد الله بن قيس عن ابيه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” جنتان من فضه، انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما.
اخرجه بقية الجماعة إلا أبا داود من حديث عبد العزيز، به وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال حماد ولا أعلمه إلا قد رفعه في قوله تعالي ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” وفي قوله ” ومن دونهما جنتان “.
وقال ابن جرير حدثنا زكريا بن يحيي بن أبان المصري، حدثنا ابن مريم أخبرنا محمد بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، أخبرني أبو الدرداء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم، قرأ يوما هذه الآية ” ولمن خاف مقام ربه جنتان “فقلت وان زني وان سرق فقال ” ولمن خاف مقام ربه جنتان”.
ورواه النسائي من حديث محمد بن ابي حرملة، به ورواه النسائي أيضا عن مؤهل بن هشام، عن إسماعيل، عن الجريري، عن موسي، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبي الدرداء به وقد روي موقوف علي أبي الدرداء وروي عنه أنه قال “إن من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق.
وهذه الآية عامة في الإنس والجن، فهي من أدل دليل علي أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء فقال ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” فبأي آلاء ربكما تكذبان”
ومما يتعلق بقوله تعالى ” ولمن خاف ربه جنتان ” ما رواه الترمذي والبغوي، من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي عقيل الثقفي، عن أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، عن بكير بن فيروز عن أبي هريرة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية.
ثم قال الترمذي ” غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر وروي البغوي من حديث علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة مولى حويطب بن عبد العزى عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء انه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم ” ولمن خاف مقام ربه جنتان” قلت وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” فقلت الثانية وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” فقلت الثالثة وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال ” وإن رغم أنف أبي الدرداء.
إجابة الشعراوي عندما سأله أحدهم عن معنى ” ولمن خاف مقام ربه جنتان
- يقول الشيخ الشعراوي سألني أحدهم سؤالا فقال: الله جل وعز يقول (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ما معناها
- هاتان الجنتان للمُتقي الذي يخاف ربه قبل ان يتصرف او يتحدث بخاف غضبه وعقابه يتقيه في كل نفس يخرجه (ذواتا أفنان) بمعنى شجر كثيف يتخلله الضوء.. ومنظر بديع
- (فيهما عينان تجريان) وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ولا يتعكر لأنه يجرى
- والأقل منهما (فيهما عينان نضاختان) النضخ يعنى الفوران، يعنى ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجرى وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان أنها أيضا نضاختان، لكن ما ينفع العكس.
- (فيهما من كل فاكهة زوجان) يعنى ضربان رطب ويابس لا يقصر هذا عن ذلك في الطيب والحسن.
اقرأ أيضًا: دعاء بعد صلاة الفجر 7 أدعية تبدل حزنك لفرح
https://mo5talfoon.com/?p=519821